في يوم السبت الثاني من رمضان عام 569 هجري الموافق 1171 ميلادي،اعدم عمارة اليمني بعد فشل مؤامرته لقتل السلطان صلاح الدين الايوبي واعادة الخلافة الفاطمية في القاهرة.
هو الشاعر الفقيه عمارة بن أبي الحسن بن زيدان الحكمي نسبة إلى قبيلة الحكم بن سعد العشيرة اليمنية، كان على مذهب الاسماعيلبة وقد قدم من اليمن إلى القاهرة في أواخر أيام الدولة الفاطمية. ولد في مرطان في اقليم تهامة باليمن سنة 531 هـ ،1137 ميلادي.
إقام في عدن مدة عشر سنوات في كنف بني زريع الشيعة من سنة 538 – 548 هـ، وتنقل بين اليمن ومكة واستقر في مصر عام 550 هجري،
كان على جانب عظيم من العلم والفضل والأدب، وترك بصمات واضحة في الحياة الأدبية والسياسية في زمانه.
فبعدما اسقط صلاح الدين الأيوبي الخلافة الفاطمية في مصر، وأعلن الخطبة للخليفة العباسي في بغداد، اجتمع جماعة من رؤوس الدولة الفاطمية الذين كانوا فيها حكاما، فاتفقوا بينهم أن يردوا الدولة الفاطمية، فكتبوا إلى الفرنج (الصليبيين) يستدعونهم، وعينوا رجلا من أولاد العاضد ووزيراً وأمراء وذلك في غيبة صلاح ببلاد الكرك في الاردن، فكشفهم صلاح الدين فاستدعاهم واحداً واحداً فقررهم فأقروا بذلك فاعتقلهم، ثم استفتى الفقهاء في أمرهم فأفتوه بقتلهم، فعند ذلك أمر بقتل رؤوسهم وأعيانهم دون أتباعهم وعلمائهم، وأمر بنفي من بقي من جيش الفاطميين إلى أقصى البلاد وشدد الرقابة على آخر ملوك الفاطميين وهو العاضد، ويقول ابن كثير انه كان شاعراً مطيقا بليغاً رثى الفاطميين بقصيدة منها
رميتَ يا دهرُ كفَّ المجد. بالشلل.
وجيدَه بعد حسن الحَلْي. . بالعطَل.
لائمي في هــوى أبنـــاء فاطمــة
لك الملامة إن قصّرت في عذلي
بالله زر ساحة القصرين وابك معي
عليهمـا لا علــى صفين والجمــل
والله ماز.لتُ عن حبي لهم أبـداً
ما أخّرَ اللهُ لي في مدة الأجـــل.
مررت بالقصر والأركان خالية
من الوفود وكانت ق.بلة الق.بل
لهفي ولهف بني الآمــال قاطبة
على فجيعتنا فـي أكرم الدول
كتب قصيدة استعطاف لصلاح الدين يعتذر فيها، ويبين أن تقربه من الفاطميين كان لدوافع مادية، وبسبب ديون أرهقته، وقد مدح نفسه في تلك القصيدة وأظهر حماسته للمذهب الشافعي وحاول درء تهمة التشيع عن نفسه:
أيــــا أذن الدنيا إذا قلت فاسمعـي
لنفثــة مصـــــدور وأنــّــة مــــوجَع
تقاصر بي خطب الزمان وباعـه فقصّـر
عــن ذرعـي وقصّـر أذرعي
ويمّمت مصراً أطلب الجاه والغنى
فنلتهمــا فـــي ظــــــل عيــش ممنّـع
وجاد ابن رُزّيك من الجاه والغنى
بما زاد عن مرمى رجائي ومطمعي
مذاهبهم في الجود مذهب سنّة
وإن خالفوني في اعتقاد التشيع
فقل لصلاح الدين والعدل شأنه
مَنْ الحَكَم المصغي إلى فأدعي
ألم ترعني للشافعي وأنتم
أجلُّ شفيع عند أعلى مشفّع
فإن سُمتني نظماً ظفرت بمفلقٍ
وإن سمتني نثراً ظفرت بمصقع