وطني : فريقك الفضل : مزاجي : عـمـلـي : هواياتي : تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: خطورة إتباع الهوى السبت يونيو 09, 2012 2:56 am | |
|
خطورة إتباع الهوى
- بعض الناس يظن أن الكمال لا يكون إلا بالخروج عن ما تقتضيه العبودية لله تعالى فيتبعون أهواءهم ويفعلون كل كبيرة وصغيرة تحت مسمى الحرية. وما ذلك إلا من فرط جهلهم وعدم فهمهم للحرية الفهم الصحيح، وليتهم يعلمون أنهم ليسوا أحرارا بل هم عبيد لله، وإلا فهم عبيد شهواتهم، قال تعالى: وما خلقت ؟لجن و؟لإنس إلا ليعبدون الذاريات:56، ففي محراب الهوى أضاع كثير من المسلمين ـ ولا سيما الشباب ـ الصلوات، وارتكبوا المنكرات، واتبعوا الشهوات، واقترفوا العظائم، قال إبراهيم بن أدهم: الهوى يردي، وخوف الله يشفي، واعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك أن تخاف من تعلم أنه يراك رواه البيهقي في شعب الإيمان (876). فكم أوقع الهوى في رذائل، وكم فوت من فضائل، وكم نكس من رأس، بل كم زحزح عن الملة وأخرج عن حياض الدين. قال الله تعالى : أفرأيت من اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم (الجاثية/ 23). تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار. تبقى عواقب سوء في مغبته لا خير في لذة من بعدها النار. أرأيت أخي المسلم - يا رعاك الله - بعض الناس لا يهوى شيئا إلا فعله، ولا يتمنى شيئا إلا وسعى في تحصيله، فلا يحرم ما حرم الله سبحانه، ولا يحل ما أحل الله، بل وقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه سبحانه وغضبه، فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته رضي ربه سبحانه وتعالى منه أم سخط، وإن أحب أحب لهواه، وإن أبغض أبغض لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه، فهواه عنده أحب إليه من رضا مولاه.، قال الله تعالى : أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم (محمد/ 14)، قال ابن عباس : الهوى إله معبود . وقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم إتباع الهوى أحد ثلاث مهلكات، فقال : ثلاث مهلكات : شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الغضب والرضا . والنفس كالطفل إن تهمله. شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم يقول ابن القيم : وكل من له مسكة من عقل يعلم أن فساد العالم وخرابه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل، وما كان في أمة إلا وفسد أمرها أتم الفساد . وقديما قد قيل : أخوك من صدقك، وأتاك من جهة عقلك لا من جهة هواك . إن هذه النفوس متطلعة إلى كل سوء، رحم الله امرءا جعل على نفسه موثقا وخطاما يؤدي به إلى طاعة الله، وينصرف به عن معاصي الله تعالى، فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه . وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم ثم إن إتباع الهوى والتلبس بالمعاصي له آثار منها : غضب الله تعالى. قسوة القلب. عقوق الوالدين. كثرة الطلاق. عدم نزول المطر. كثرة الربا. نزع البركة من الأرض. الضنك والشدة على الناس. سوء الخاتمة . إن الواجب على المسلم الحذر من هذا المزلق الخطير، وهو تقديم الهوى والعقل على الوحي أو رد شيء من شريعة الله أو كراهيتها، فالمسلم الطائع لربه المؤمن به حق الإيمان لا ينظر إلى صغر المعصية ولكن ينظر إلى عظم من عصى، ولا يتبع الحق إذا وافق هواه، ويخالفه إذا خالف هواه، فهو لا يثاب على ما اتبع من الحق ويعاقب على ما خالف؛ لأنه إنما قصد إتباع هواه . لأن عذاب الله يوم يقوم الأشهاد لا يدفعه الهوى ولا اللهو، وإنما يدفعه الإيمان والعمل. نسأل الله العظيم أن لا يسلط علينا الشيطان، وأن يحمينا من حبائله ووساوسه، والله من وراء القصد
| |
|