في مثل هذا اليوم، الثاني من رمضان توفي عام 516 هجري المقابل لعام 1122 ميلادي، توفي صاحب حلب وماردين الأمير نجم الدين إيلغازي بالقرب من ميافارقين ( جنوب تركيا اليوم).
هو الملك نجم الدين إيلغازي بن الأمير أرتق بن أكسب التركماني، كان ذا شجاعة ورأي، وهيبة وصيت، من القادة الأوائل الذين حملوا لواء الجهاد والمقاومة للغزوات الصليبية، حيث ارتبطت حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين ارتباطا شديداً بزعماء الموصل الذين كانوا تحت طاعة السلاجقة وأدت وفاة السلطان محمد بن ملكشاه سنة 512هـ/1117م إلى ازدياد تدهور أحوال السلاجقة في العراق، استهل نجم الدين ايلغازي صاحب ماردين بالسيطرة على مدينة حلب. وكانت حلب بلغت حداً من الضعف والضائقة الاقتصادية لكن خوف أهلها من أن تسقط بيد الصليبيين أجبرهم على استدعاء نجم الدين ايلغازي وتسليمه حلب سنة511هـ/1117م، كان الاستيلاء على حلب بمنزلة فتح الطريق لقيادة حركة الجهاد نظرا لموقع المدينة الاستراتيجي. خاض ايليغازي معركة كبرى مع الصليبيين هي معركة ساحة الدم, فبعدما تمكن ايلغازي من عزل وتطويق الإمارات الصليبية في الجزيرة الفراتية واطمأن بذلك إلى أنه لن يتعرض إلى طعنة الصليبيين من الخلف توجه إلى الشام وقد انضم إليه أمراء الجهاد، وكان الصليبيون بقيادة روجر دي سالرنو Roger of Salerno، صاحب أنطاكية قد شرعوا في بناء حصن لهم هناك ولم يدر بخلدهم أن ايلغازي سيباغتهم هناك لضيق الطريق، لاعتقادهم بحصانة موقعهم، فأرسلوا إلى ايلغازي يقولون له: لا تتعب نفسك بالمسير إلينا فنحن واصلون إليك.. وفي فجر السبت الموافق 28 يونيو 1119حمل المسلمون على الصليبيين حملة واحدة من جميع الجهات فكانت السهام على الصليبيين كالجراد في الوقت الذي أخذتهم السيوف من سائر نواحيهم، فلم يفلت منهم غير يسير، بينما كان الباقون بين قتيل وجريح وكان ضمن القتلى روجر صاحب أنطاكية وقد عرفت هذه الواقعة عند المؤرخين اللاتينيين، ومن نقل عنهم من المؤرخين المحدثين باسم ساحة الدم لكثرة ما قتل فيها من الصليبيين ثم الحق بالنجدة الصليبية التي أتت بزعامة بلدوين ملك بيت المقدس لنجدة روجر صاحب إنطاكية هزيمة ساحقة ثم سار ايلغازي إلى دانيت بنفر قليل من المسلمين والتقى ببلدوين ملك بيت المقدس وروبرت صاحب زردنا، ودارت بين الطرفين معركة في سنة 513 هــ/1119م أسفرت عن انتصار نجم الدين ايلغازي وهزيمة الصليبيين فأثنى عليه العلماء ومدحه الشعراء.